Worldwide Publisher for the Early Fathers E-Books

ضد الوثنيين – القديس البابا اثناسيوس

كتب القديس اثناسيوس هذا الكتاب كمقدمة لكتابه تجسد الكلمة وفي هذا الكتاب يستعرض الظروف التي ادت بالانسان الي اختراع كل هذه الالهة الكاذبة من الاوثان ثم عبادتها و بينما يحمل الكتاب عنوان ” ضد الوثنيين ” الأمر الذى يوحى بأن ق. اثناسيوس قد خصصها فقط لدحض تعاليم الوثنيين أو كما يكتب “كى نفند أولا جهالة غير المؤمنين ” ، إلاَّ أن القراءة المتعمقة لهذا الكتاب تُظهر لنا أنه بينما كان يفعل هذا بالفعل إلاَّ أنه كان يهدف ليس فقط إلى كشف ضلالة عبادة الأوثان وشرور أفعال البشر، بل كان هدفه الرئيس هو أن يصل الانسان إلى معرفة الإله الحقيقى . وهذا لم يكن يتأتى إلاَّ بعمل الله الكلمة، كي يُظهر ذاته ” بأنواع وطرق كثيرة ” ، ثم بأن يتخذ جسدا فى ملء الزمان كي يعرِّفنا بأبيه الصالح، أو كما يعبِّر ق. اثناسيوس نفسه فيقول ” إذاً طالما أن هذه قد انكشفت هكذا وتبيَّن أن العبادة الوثنية مليئة بالكفر، وأن اختراعها لم يجلب الخير، بل الدمار للحياة البشرية، فهَّيا بنا الآن ، وبعد أن دحضنا ضلالهم كما وعدنا فى البداية، نسير فى طريق الحق ولنتأمل فى كلمة الآب مدَّبر ومبدع الكون وبواسطته ندرك الله الآب” ولتحقيق هدفه هذا حاول القديس اثناسيوس أن يبيِّن كيف أن الشر هو من اختراع البشر، الأمر الذى قادهم إلى إنكار الله وبالتالى إلى عبادة الأصنام وارتكابهم كل ما هو فعل قبيح .
وفى المقابل حاول أن يبيِّن أن ” طريق الحق ” وماهيته إذ يقول ” لقد ثَبُتَ أن الإعتقادات السابق مناقشتها ما هى إلاَّ ضلالات فى الحياة، أما طريق الحق فإنه يهدف لإرشادنا إلى الله الحقيقى، ولكي نصل إلى معرفة هذا الطريق وإدراكه تمامًا، لا يحتاج المرء لشيئ آخر سوى أنفسنا ” .